الصفحة الرئيسية
من أنا
مقالات أخرى
بين زيارتين
زيارتين تاريخيتين تمت في وقت واحد تقريبا ، زيارة تنقل رسالة سلام للعالم كله ، وزيارة أثارت الزوابع لشعب كامل ، زيارة تقول نحن نلقي السلام ونحيا بالسلام ومحبون للسلام ، وزيارة تذكر بفترات الحرب وزمن الحرب ومآسي الحرب.

هي زيارة تاريخية بالفعل أن يقوم بها رأس هرم السلطة في أرض الحرمين ، وقبلة المسلمين ، إلى رأس هرم الكنائس الكاثوليكية في العالم ، تحمل رسالة تقول للعالم نحن منفتحين على الآخر ، ونرجو السلام معه ، حتى مع اختلافنا العقائدي ، وتاريخنا المشترك المليء بالقتال الدموي ، والحروب المتعددة.

زيارة قائد حكيم رعى حق دينه أولا ، وشعبه ثانيا ، ثم حق الأمة كلها عليه ، لينقل إحترامه للآخر فيجبره على إحترامه ، وهو في غنى عنه ، وإحترام دينه ومعتقده ، ويقطع على من قال أنه دين إرهاب ، أو أرض إرهاب ، لا بل هو دين سلام ، وأرض سلام ، ورجل حمل رسالة السلام على عاتقه فكان من خير من حمل رسالة في زمانه.

زيارة تقول نحن متسامحون ، رغم الإساءة ، ومسالمون ، رغم الحروب ، وواقعيون ، رغم التاريخ ، وداعون إلى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، حتى في بلاد الكنائس ورمز المسيحيين في العالم أجمع.

وفي الجانب الآخر زيارة يقوم بها ملك إلى أرض محتلة ، إلى مدينتين تدعي بلاده تبعيتهما لها رغم تكالب الظروف الجغرافية والسياسية والتاريخية والشعبية ، زيارة تذكر العالم بمذابح الاحتلال ، ودكتاتورية المحاكم الدينية ، وبطش القوة العسكرية ، فتؤلب آلام الماضي ، وتعمق الجراح ، وتزيد الكراهية والبغضاء.

سوف يسجل التاريخ كلا الزيارتين ، وسوف يتحدث عن سبق صاحبيها ، ويضرب المثل بالقائد الحكيم ، والقائد "الآخر".



حسام عابد أندجاني

في 7 نوفمبر 2007م
في 27 شوال 1428هـ