الصفحة الرئيسية
من أنا
مقالات أخرى
قصة السندوتشات المميزة
يحكى أن أحد المطاعم الصغيرة في الغرب الأمريكي التي تقدم الوجبات السريعة للمسافرين بين لوس أنجليس و لاس فيجاس كان لديها عامل مهاجر من المغرب العربي، كانت وجبات المطعم من الأنواع العادية للهامبورجر والهوت دوج، لم يكن العامل المغربي يستطعم هذه السندوتشات السريعة بطعمها المقدم للزبائن، وحيث أن مدير المطعم كان يسمح بوجبتين يوميا للعاملين من وجبات المطعم، طلب العامل المغربي من المدير أن يقوم بطبخ وجبته بنفسه. بعد موافقة مدير المطعم، كان العامل يضيف بعض التوابل التي أحضرها معه من المغرب على السندوتشات، كما صار يطبخ سندوتشاته بطريقة شرقية مميزة، أحب بعض الزملاء مجاملته وتذوق سندوتشاته، ولكن بعد فترة أصبح يتلقى طلباتهم لطبخ سندوتشاته لهم. لفت ذلك نظر مدير المطعم الذي طلب تذوق السندوتشات المميزة للعامل المغربي، وبعد تذوقها وإعجابه الشديد بمذاقها عرض على العامل تقديم هذه السندوتشات للزبائن، بعد فترة، أصبح المطعم من المطاعم المشهورة بتقديم نوعية مميزة من السندوتشات. بحكم تطلعها لكل جديد في السوق، علمت بعض المطاعم المشهورة بخبر هذه السندوتشات، كان أكثر المهتمين مجموعة مطاعم ماكدونالد ومجموعة مطاعم كنتاكي، وكان لماكدونالد السبق بإرسال مندوب لتقصي الوضع. تفرض السلطات الأمريكية على المطاعم الكبيرة بتسجيل منتجاتها خلال فترة معينة بالسنة حتى يتسنى للسلطات الرقابية معرفة هذه المنتجات ودراسة خصائصها ومنعها في حالة وجود أي خطر على المستهلك، كما تشترط عدد 3 وجبات جديدة فقط في كل فترة لكي تضبط المنافسة داخل السوق. بحكم شعبيتها اللامتناهية في سوق الوجبات السريعة وخبرتها الكبيرة ليس فقط في السوق الأمريكي ولكن في الأسواق العالمية، والدروس العديدة التي تعلمتها في هذا المجال مما جعلها الرائد الأول للسوق بلا منازع وتحولها من مجرد مجموعة مطاعم إلى رمز وطني تحدث عنه الرئيس بوش في أحد استقبالاته لأعضاء الإدارة وقال لهم:"أنتم مطعم الوطن"، علمت ماكدونالد بأن سندوتشات العامل المغربي سيكون لديها القبول لدى المستهلك في أمريكا والعالم، ولأن لديها القدرة والإمكانيات على تسويق هذا المنتج تقدمت على الفور بعرضها إلى مدير المطعم. مقابل المبلغ المادي المغري والطريقة الاحترافية في العمل، حيث لم يقم مسئولوا ماكدونالد بالتفاوض مع العامل مباشرة، فقد أبدى المدير قبوله للتنازل عن العامل وسندوتشاته المميزة لماكدونالد بشرط قبول العامل للعرض المادي المقدم. على الجانب الآخر، كعادتها في النفخ بمزامير داود، قامت مطاعم كنتاكي وبتوجيه من شيخهم ورمزهم المعروف بدعاية كبيرة عن السندوتشات وأنها بصدد شراء حقوق هذا المنتج وإضافته إلى قائمة الأطعمة المقدمة من المطعم لزبائنها، ولم تكلف نفسها بإرسال أي مندوب أو حتى خطاب إلى المطعم أو العامل. وكعادتها في كل سنة، أرسلت إدارة الأطعمة إلى جميع المطاعم تنذرها باقتراب موعد انتهاء تسجيل المنتجات الجديدة، وأن عليها الإسراع بالتسجيل وإلا فلن يكون لها الحق بالمطالبة بتسجيل أي منتج جديد، مع تذكير مطاعم ماكدونالد بأنه مازال لديها الحق في تسجيل طلب واحد، حيث لم تسجل إلا منتجين اثنين هذه السنة، بينما أنذرت كنتاكي بأن لديها ثلاث منتجات جديدة وأن عليها إيقاف تسجيل أحدها في حالة رغبتها تسجيل منتج جديد. حصلت ماكدونالد بعد مفاوضات شاقة على موافقة العامل بالانضمام إلى فريق عملهم مقابل عائد مادي كبير، وقامت على الفور بتقديم المستندات المؤيدة لهذه الموافقة إلى إدارة الأغذية لإتمام عملية التسجيل في آخر يوم من فترة السماح، وذلك في صمت تام ودون إثارة انتباه أي طرف. على النقيض، استدركت إدارة كنتاكي أنها قد تأخرت في إتمام مستنداتها، وقامت بإرسال خطاب إلى مدير المطعم طالبة التنازل عن العامل والسندوتشات المميزة، وتلقت ردا في نفس اليوم بعدم ممانعة إدارة المطعم من انتقال العامل في حالة موافقة العامل، كما هو الحال مع ماكدونالد، وفي الحال أرسلت إلى العامل تطلب منه الانتقال إلى فريق العمل لديها، وتلقت الرد كصفعة قوية لم تتمنى في تاريخها تلقي مثلها بأن العامل قد وقع في كشوفات مطاعم ماكدونالد. قام الشيخ والرمز المعروف بما أعتاد عليه من إثارة زبائن كنتاكي وتوجيه التهم بالاحتيال والنصب إلى العامل المغربي والى فريق عمل ماكدونالد، وبأنهم إنما أرادوا أن يحطموا مسيرة مطعمه، وذلك لتغطية أخطاء إدارة مطعمه المعروفة، ولتغطية وضع مطعمه المقارب على الإفلاس في العديد من المناطق داخل الولايات المتحدة وخارجها. المعروف عن هذا الشيخ تحديدا انه قد لجأ إلى أسوأ الطرق سابقا في ضم المنتجات الجديدة إلى مطعمه، وقيامه بالتأثير على إدارة الأغذية في أكثر من مناسبة بالنفخ في المزامير المسمومة، كما لا يخفى على أحد ما حدث في المسابقة السنوية لاختيار أفضل وجبة، ما قامت به مطاعم كنتاكي بالتأثير بأساليب ملتوية على لجنة الحكام حتى أنها حكمت بمنع تذوق سندوتش جديد لماكدونالد بحجة أنه مصنف كوجبة أرز! وذلك بعدما قام أحد أعضاء فريق كنتاكي برش الأرز على وجبة ماكدونالد أما لجنة التحكيم، مما أثار حنق اللجنة المنظمة للمسابقة وكانت سابقة في تاريخ هذه المسابقة في الولايات المتحدة. المهم أن إدارة مطعم كنتاكي قد تقدمت بشكوى بالاحتيال والنصب إلى إدارة الأغذية تطالبها بإعادة النظر في مدة تسجيل المنتجات الجديدة أو منع العامل المغربي من العمل لدى مطاعم ماكدونالد، ولا يعرف بعد ما سيكون عليه قرار إدارة الأغذية مع عدم استبعاد قبولها بشكوى كنتاكي لما عرف عنها بالوقوف إلى جانبها في أكثر من مناسبة.


****نشرت بموقع نادي الاتحاد في حدود نفس التاريخ وكتبت مع بعض الأحداث الرياضية في نفس الفترة****



حسام عابد أندجاني

في 20 يناير 2006م