أبا عبـيـدة ما الســؤال عـن خـبر ** تــحـــكـيه إلا ســـــوأ والـذى ســـــألا
أبيـْت إلا شــذوذا عن جـماعــتـنا ** ولم تصب رأى من أرجى ولا اعتزلا
كــذلك القـــبــلـة الأولـى مبــدلــة ** وقـد أبــيْــت فــمـا تـبـغى بــها بـــدلا
زعـمتَ بهرام أو بيذخت تـرزقنا ** لا بـل عـطـــارد أو مـريخ أو زحــلا
وقلت إن جـميع الخـلـق فى فــلك ** بـهـم يحـيــط وفيـهـم يقــسـم الاجـــلا
والأرض كروية حف السماء بها ** فـوقـا وتـحـتـا وصـارت نـقـطـة مثـلا
صيـف الجنوب شـتاء للشمال بها ** قـــد صـــــار بيـنـهـمـا هـذا وذا دولا
فما لكانون فى صـنعاء وقـرطـبة ** فــردا وايـلـول يـذكـى فـيهـما السـولا
هـذا الدليل ولا قـول عـزرت بــه ** من القـوانـيـن يجـرى القـول والعملا
كما استمر ابن موسى فى غوايته ** فـوعَّــــــر السـهـل حتى خـلنـه جـبلا
أبـلغ معـاوية المصـغى لقـولـهـما ** أنى كــفـرت بـمـا قــــالا ومـا فــعــلا
غضب الأمير وأحمرت عيناه وقال :أوزعم هذا بأن الرزق من الكواكب والنجوم ، لا والله ما أبقيه في أرض أنا أميرها ، مروه فليخرج من أرضنا بما جاء في زعمه مذلولا بدون شيء مما رزق في أرضنا
وهكذا طرد العالم أبو عبيدة مسلم بن أحمد بن أبي عبيدة الليثي إلى المشرق ، فما وقف عند ما تعلمه ، بل أضاف إلى علومه علم الشريعة وروى الحديث عن جمع من علمائه ، وكان موصوفا بأنه أصدق أهل زمانه وقيل عنه لأن يخر من السماء إلى الأرض أهون عليه من أن يكذب
رحم الله أبا عبيدة ، كم بيننا اليوم من مثله متمسك بالحق مطرود بعلمه ، حسبنا وحسبه الله ونعم الوكيل وغفر لنا ولكل من ذكرنا في مقالنا أعلاه من المسلمين
القصة كتبت مأخوذة من عدة مصادر بتصرف من الكاتب **