الصفحة الرئيسية
من أنا
مقالات أخرى
المالديف تصرخ: مصيرنا الموت
في رده على سؤال عما سيحدث في حالة فشل مؤتمر الأمم المتحدة للتغيرات المناخية بكوبنهاجن (ديسمبر 2009) أجاب الرئيس محمد رشيد رئيس جمهورية المالديف "مصيرنا الموت" ، الرئيس ووزرائه عقدوا إجتماعهم تحت الماء لجذب الأنظار إلى الخطر المحدق ببلاده جراء إرتفاع درجة حرارة الأرض

المالديف أرخبيل يقع في وسط المحيط الهندي جنوب الهند ، جميع سكانه يدينون بالدين الإسلامي ومن السنة ، دخل الإسلام الى هذه الجزر الواقعة في قلب المحيط عن طريق تاجر مغربي أسمه "أبو البركات البربري" ، وتقول قصته أنه كان في مركب متجه نحو الهند في تجارة ، وكان المسلم الوحيد بالمركب ، وتوقف المركب في المالديف لتبادل البضائع ، وكان أهل هذه الجزر يدينون بالبوذية ويؤمنون بالعديد من الأساطير ، وكانوا يقذفون ببعض بناتهم إلى البحر لإرضاء آلهة البحر حسب ظنهم ، وعندما دعاهم أبو البركات إلى الإسلام وأستنكر فعلهم ، كان له الأجر بأن دخل سلطانهم إلى دين الله ومن ثم كل مواطنيه ، ومازالت هذه البلاد تدين بالإسلام ومازال رصيد هذا التاجر يزيد عند الله فنعم الثواب هو

زار الرحالة إبن بطوطة جزر المالديف وذكرها في كتابه وعمل بها قاضيا لفترة وكانت كما يطلق عليها العرب في ذلك الوقت "ذيبة المهل" أو "محل ديب" ويعتقد أن منها أخذ الإسم الحالي مع بعض التحريف ، وقد ذكر إبن بطوطة طيبة أهلها وحسن إسلامهم

قاومت المالديف الإحتلال البرتغالي ، وقد عمل البرتغاليون بكل قوتهم لتنصير البلاد وجعلوا منها ثكنة عسكرية مساعدة لقواتهم البحرية ، وضربوها بالمدافع يوم كان أهلها لا يملكون غير السيوف والخناجر للدفاع عن أنفسهم ، إلا أن شابا قادم من بعض الجزر النائية فيها ، تدرب على فنون القتال وعلى فنون الإبحار الشراعي في بلاد الهند على يد المقاتلون المليباريون ، وعاد ليحرر البلاد مع أخوته وأعاد البلاد للإسلام وصار سلطانها وذلك في أواسط القرن السادس عشر الميلادي ، وهذا الرجل هو محمد ثاكروفانو وبإسمه سمي المسجد الجامع بعاصمتها ، وقد قرأت كتابا كاملا باللغة الإنجليزية عن هذا البطل إسمه "بطل في الزمان"ه

A HERO IN TIME

عدد سكان هذه البلاد في حدود 600,000 نسمة يتوزعون على 26 مجموعة جزر مرجانية مما يطلق عليه أتول باللغة الإنجليزية ، بعض هذه الجزر غير مأهول تماما ، وإقتصاد البلاد قائم بشكل أساسي على السياحة ، حيث تتمتع البلاد بشواطىء من أجمل ما أودع الله في أرضنا من بديع خلقه.

ATOLL

في عام 2004 ضرب التسونامي الشواطىء المطلة على الخليج الهندي ، فأغرق العديد من جزر أرخبيل المالديف ، وأثر تأثيرا شديدا على إقتصادها ، فغدت البلاد من فقر مدقع إلى فقر أدقع ولاحول ولا قوة إلا بالله ، وقدر البنك الدولي حاجة البلاد في حدود 304 ملايين دولار لإعادة البناء ولإعادة المشردين إلى بيوتهم

بالنسبة لي شخصيا ، فقد زرت المالديف سنة 2004 ، وأقمت في إحدى منتجعاتها ، وصليت الجمعة في مسجد الجزيرة التي أقمت فيها ، كما زرت العاصمة مالي وزرت مسجدها القديم المقام بالخشب ، وزرت أيضا المسجد الجامع الحديث والذي بني بدعم من عدة دول منها المملكة العربية السعودية ، وقد لمست حينئذ طيبة أهلها ودِعتهم

المالديف الآن تستصرخ طلبا للنجاة ، وتوجه إستغاثة من تحت الماء الى جميع سكان الأرض ، فهي تغرق بسبب الإنبعاث الحراري المؤثر على كثافة المياه في المحيطات ، وأود لو أننا نكثف بعض مجهوداتنا لدعم هذه الدولة المسلمة وأهلها ، فالأخوة الذين أستنصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمؤتمرات والدعايات والبرامج ، ليتهم يوجهون بعضا من نشاطهم إتجاه هذه البلاد ، وأسأل الله أن يحتسب عملهم من نصرة نبيه

. أتمنى أن نرى في القريب العاجل مؤتمرا لنصرة أهل المالديف ، يشحذ الهمم ويقرب الرؤى ويساعد على إنجاح مؤتمر كوبهاجن ، أتمنى من الموسرين وفاعلي الخير تقديم المنح والهبات الى أهل المالديف ، أتمنى حملة للتبرع لأهل المالديف من قبل العالم الإسلامي كله وليس فقط من المملكة ، أتمنى أن أرى حكومات الدول الإسلامية وهي تجتمع لوضع خطة طوارىء لإسكان مسلمي المالديف في ملاجىء بهذه الدول

،، اللهم إني بلغت اللهم فأشهد




حسام عابد أندجاني

في 18 أكتوبر 2009م
في 29 شوال 1430هـ